جومانا مراد ترفض قبلات الفم

Jumana Murad

في تصريح غير تقليدي أطلّت به الفنانة السورية جومانا مراد على صفحات مجلة زهرة الخليج في عام 2012، أكدت أنها ترفض رفضًا قاطعًا أن تقبل من فمها شخصًا آخر غير زوجها. كانت كلماتها صادقة وقوية، حملت في طياتها رسالة واضحة عن تقديرها العميق للخصوصية في عالم الفن والشخصية. ورغم ما تحمله هذه التصريحات من عمق في الفكر والتزام، إلا أن هناك نوعًا من التناقض الذي يبرز عند مقارنة هذا التصريح بجرأتها في اختيار ملابسها وتقديم أدوار قد تتطلب مشاهد رومانسية أو إثارة.

القبلة: التقاء الأرواح

من خلال كلماتها، عبّرت جومانا مراد عن قناعتها بأن القبلة، بالنسبة لها، ليست مجرد تعبير عابر عن الحب، بل هي لحظة روحية تتسم بالخصوصية المطلقة. قالت مراد: “القبلة بالنسبة لي هي التقاء أرواح، وكلما كانت هذه اللحظة تحمل عمقًا أكبر، تصبح أكثر خصوصية”. وعلى الرغم من الجرأة التي تُظهرها في أدائها الفني، بما يتطلبه من أدوار رومانسية أو مشاهد حساسة، أكدت جمانة أن هذا الحق محفوظ فقط لزوجها. ففي نظرها، القبلة تتجاوز كونها لحظة جسدية إلى تواصل روحي يعكس كل معاني الحب والالتزام. ورغم وجود الكثير من المشاهد الفنية التي قد تحتوي على لحظات مشابهة، فإن جمانة ترى أن هناك طرقًا أكثر قوة للتعبير عن المشاعر في الفن بعيدًا عن القبلات.

الجسد والجمال: التناقض بين الفن والخصوصية

رغم هذه المبادئ القوية التي تعبر عنها جومانا مراد حول الخصوصية، يبرز التناقض حين نرى اختياراتها في ملابسها على السجادة الحمراء وفي بعض أعمالها الفنية. فبينما تحرص على الفصل بين حياتها الشخصية والفنية في مسألة القبلات، نجدها في الجانب الآخر لا تتردد في ارتداء ملابس جريئة تُبرز أنوثتها، مما يخلق نوعًا من التباين بين تصاريحها حول الخصوصية والجسد وبين الجرأة التي تظهر بها في اختياراتها الجمالية. هذا التناقض يبرز بشكل لافت بين احترامها لحدودها الشخصية في الحياة الخاصة وبين دورها الفني الذي يتطلب، في بعض الأحيان، عرض الجمال الجسدي بطرق قد تكون بعيدة عن مفاهيم الخصوصية التي تتبناها.

السيرة الذاتية: مسيرة مليئة بالعزيمة والتألق

وُلدت جومانا مراد في 1 أبريل 1973 في السويداء، سوريا، وقد بدأت مشوارها الفني في بداية التسعينات بعدما اكتشفها أحد المخرجين السوريين، لتثبت نفسها بسرعة في الساحة الفنية. ورغم دخولها مجال التمثيل كهاوية، إلا أنها سرعان ما أثبتت مكانتها بفضل موهبتها الفائقة وإصرارها على تقديم أدوار متنوعة، من الدراما الاجتماعية إلى الأدوار الرومانسية. ورغم النجاح الكبير الذي حققته، فقد حافظت جمانة على خصوصيتها في حياتها الشخصية، بعيدًا عن الأضواء التي قد تلتقط تفاصيل حياتها الخاصة.

لقد اختارت جومانا مراد أن تكون دوماً مثالًا للأناقة الداخلية والنقاء، وفي وسط نجاحاتها الفنية، حافظت على توازن دقيق بين حياتها المهنية والشخصية، لتظل نموذجًا للفنانة التي تعيش وفقًا لمبادئها وتعرف كيف تحافظ على خصوصيتها في عالم مليء بالتحديات.

خلاصة

من خلال تصريحات جومانا مراد وأسلوب حياتها، نجد فنانة تحترم نفسها وتدافع عن مفهوم الحب والخصوصية بطريقة قد لا يفهمها البعض. ورغم التناقض الظاهر بين التزامها بالحفاظ على حدودها الشخصية في علاقاتها الخاصة، وبين جرأتها الفنية في اللباس والأداء، تظل جومانا مراد نموذجًا يُحتذى به في عالم الفن الذي كثيرًا ما يتجاوز هذه الحدود.