
في تصريحات جريئة ومؤثرة أدلت بها الفنانة الشابة آنجي عبدالله في عام 2012، أعربت عن ندمها العميق على تجربتها في فيلم “بدر” الذي قدمته قبل 13 عامًا. ورغم أن هذه التجربة كانت نقطة انطلاقها في عالم الفن، إلا أنها اعتبرت أنها أضرت بها أكثر مما أفادتها. وكشفت آنجي عن أن تجربتها في هذا الفيلم، وخاصة مشاهدها في المايوه، كانت في وقت مبكر جدًا من مسيرتها، إذ كانت في السابعة عشرة من عمرها ولم تكن مهيأة بما يكفي لتحمل مسؤولية بطولة فيلم. وهذا جعلها تُقدّم أشياء لم تكن راضية عنها، وأدى ذلك إلى اتخاذ قرار حاسم بعدم تكرار هذه النوعية من الأدوار في المستقبل.
الجسد والإغراء: بين الانطلاق والمراجعة
على الرغم من أن آنجي عبدالله بدأت مسيرتها الفنية من خلال أداء أدوار تتطلب بعض الجرأة، إلا أنها اليوم تُظهر نظرة مختلفة تمامًا تجاه تلك التجربة. ففي فيلم “بدر”، ظهرت آنجي في مشاهد تتضمن ملابس البحر، وهو ما شكل نقطة تحول في مسيرتها الفنية. هذه المشاهد التي أثارت الكثير من الجدل، كانت بالنسبة لها درسًا قاسيًا في تعلم حدود الجمال والإغراء في الفن. فهي اليوم تؤمن أن الجمال يجب أن يُعبّر عنه بطرق أكثر احترامًا، بعيدة عن التعرّي أو المشاهد التي قد تثير الجدل أو تزعج المجتمع. قالت آنجي: “لو عاد بي الزمن، لن أقدم مثل هذه المشاهد التي ندمت عليها. ولن أعود إلى مثل هذه الأدوار أبدًا”.
وتؤكد أن أكثر ما يزعجها هو أن المجتمع المصري يرفض مثل هذه الأدوار، معتبرة أن السينما المصرية تختلف كثيرًا عن السينما الأمريكية أو الأوروبية في هذا الشأن. وترى أن الأعمال التي تحقق أكبر الإيرادات في مصر هي تلك التي يمكن لجميع أفراد الأسرة مشاهدتها، وليس فقط الكبار. ولذلك، فهي اختارت مسارًا فنيًا بعيدًا عن الإغراء، متجهة إلى أدوار أكثر توازناً، مشيرة إلى أنها لا تريد أن يأتي اليوم الذي يخجل فيه أولادها من مشاهدتها في أفلام كانت قد تتجاوز فيها حدود الأدب.
السيرة الذاتية: من ملكة جمال إلى نجمة سينما
آنجي عبدالله وُلدت في عام 1980 في مصر، وبدأت مسيرتها في عالم الفن بعد فوزها بلقب ملكة جمال مصر في عام 1999. هذا اللقب كان بمثابة بطاقة دخولها إلى عالم الشهرة، ولكنها لم تكتفِ بأن تكون مجرد وجه جميل على السجادة الحمراء. انتقلت آنجي إلى التمثيل وحققت بعض النجاحات، رغم أنها كانت تشعر في بداية مسيرتها بضغط الاختيارات الفنية التي تم فرضها عليها.
اختياراتها في بداياتها السينمائية كانت مزيجًا بين الأدوار الرومانسية التي تتطلب بعض الجرأة، وأدوار أخرى كانت أقرب إلى الإغراء، وهي الأدوار التي اعتقدت في البداية أنها ستساعد في تعزيز مكانتها الفنية. ولكن، مع مرور الوقت، بدأت آنجي تشعر بضرورة التغيير في نوعية الأدوار التي تختارها، لتكون أكثر تماشيًا مع قيمها الشخصية ورؤيتها للمستقبل. وقد نجحت في الانتقال إلى أدوار أكثر تنوعًا واحترافية، بعيدًا عن الأدوار التي تتطلب تقديم صورة معينة للجمال.
خلاصة
آنجي عبدالله هي مثال للفنانة التي تطمح إلى تقديم أفضل ما لديها في إطار فني يعكس شخصيتها وتوجهاتها. ورغم أنها خاضت تجارب فنية قد تكون مثارًا للجدل، إلا أنها اليوم تتبع مسارًا أكثر توازنًا وواقعية، بعيدًا عن الإغراء، مدفوعةً برغبتها في تقديم فن يعكس احترامها لجمهورها ولعائلتها.