رغم تأييدها لبشار، سلاف فواخرجي مخرجة لأول مرة

Sulaf Fawakherji

في عالم الفن، حيث تتداخل السياسة مع الإبداع، قد يكون الموقف السياسي للفنانين أحد الأسباب التي تؤثر في مسيرتهم المهنية، إلا أن الفنانة السورية سلاف فواخرجي تمكنت من تحدي الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا منذ بداية الثورة في عام 2011. فرغم الدعم الذي عبرت عنه للنظام السوري، لم تتوقف سلاف عن العمل بل أصرّت على الاستمرار في تقديم أعمال فنية جديدة. ورغم التحديات التي واجهتها بسبب الأوضاع السياسية، لم تتوقف سلاف فواخرجي عن تقديم مشاريع فنية مهمة، بل استطاعت أن تترك بصمتها في السينما السورية عبر أفلام متنوعة رغم صعوبة الظروف. موقع evolll.com يستعرض رحلة الفنانة سلاف فواخرجي في عالم الفن وسط التحديات السياسية والإنسانية.

الاستمرار في العمل رغم الأزمات

رغم توقُّع البعض لتوقف مسيرتها الفنية نتيجة للمواقف السياسية التي أعلنت عنها، خاصة دعمها الواضح لنظام بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية في 2011، أثبتت سلاف فواخرجي أن الفن لا يتوقف مهما كانت الأزمات. ففي خضم الأوضاع الصعبة التي عاشتها سوريا، واصلت سلاف العمل وتقديم نفسها في أفلام سينمائية جديدة، عاقدة العزم على البقاء في الساحة الفنية رغم التحديات.

العودة إلى السينما

خلال السنوات الماضية، بدأت سلاف فواخرجي العودة إلى السينما من خلال ثلاثة أفلام هامة، إلا أن الواقع الأليم في سوريا جعل هذه الأفلام تواجه مصيرًا صعبًا، حيث انتهى تصوير كل فيلم منها ولكن لم يرَ أي منها النور بسبب الأوضاع الراهنة. ولكن على الرغم من ذلك، تُعتبر هذه الأعمال تجربة فنية قيمة في مسيرتها، بما فيها:

فيلم “هوى” (2012): من إخراج واحة الراهب، وتدور أحداثه حول معاناة المرأة المطلقة في المجتمع الشرقي، حيث تسلط فواخرجي الضوء على هذا الموضوع الاجتماعي الهام الذي يعكس حياة الكثير من النساء في العالم العربي.

فيلم “مريم” (2013): من إخراج باسل الخطيب، وهو عمل فني يحمل مضامين إنسانية وتاريخية، وتتناول فيه سلاف شخصية تعكس التحديات التي تمر بها النساء في بيئة مضطربة، مع تناول الصراع الداخلي الذي يواجه الشخصيات.

فيلم “رسائل الكرز” (2015): هذا الفيلم يعتبر تجربة جديدة بالنسبة لسلاف، حيث خاضت فيه تجربة الإخراج للمرة الأولى. الفيلم الذي كتب نصه نضال قوشحه، يعرض قصة حب بين شاب وفتاة في أرض الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل. ووفقًا لسلاف، فإن الفيلم ليس سياسيًا بقدر ما هو رومانسي، ولا يتضمن خطابات وطنية مباشرة أو شعارات سياسية، بل يركز على العلاقة الإنسانية بين الشخصيات.

تجربة الإخراج

يعتبر فيلم “رسائل الكرز” خطوة مهمة في مسيرة سلاف فواخرجي الفنية، حيث دخلت مجال الإخراج لأول مرة. رغم أن الفيلم لم يعرض للجمهور بسبب الظروف، إلا أن التجربة شكلت إضافة هامة لمشوارها الفني وأظهرت قدرتها على تجاوز الأزمات والتحولات في حياتها المهنية.

جانب من سيرة حياة سلاف فواخرجي

وتجدر الإشارة إلى أن سلاف فواخرجي، التي بدأت مشوارها الفني في أواخر التسعينات، أصبحت واحدة من أشهر الفنانات السوريات بفضل موهبتها المتميزة. بدأت سلاف في مجال التمثيل من خلال التلفزيون السوري، ثم انتقلت إلى السينما حيث أثبتت قدرتها على التنوع في أدوارها. وعلى الرغم من الأزمات السياسية والحروب التي مرت بها سوريا، استطاعت سلاف الحفاظ على حضور قوي في المشهد الفني العربي، كما أن مواقفها السياسية لم تمنعها من السعي وراء التجارب الفنية الجديدة والتحديات. لا يزال جمهورها يتابع أعمالها ويقدر إصرارها على الاستمرار في الفن رغم كل الصعاب.