مروى : قدمت الجنس باحترام بدون اغراء ملابس ساخنة

Marwa

في عام 2015، خرجت الفنانة اللبنانية مروى عن صمتها لتكشف عن اعتراضها الشديد على تصنيفها كممثلة إغراء، مؤكدة أنها لا ترى أن ملابسها جريئة، بل تحاول دائمًا جعل إطلالتها أكثر احتشامًا وفي نفس الوقت ملفتة للنظر. وأوضحت أن هذا الاختيار يعكس جمالها كامرأة تهتم بإطلالتها، مثلها مثل أي سيدة أخرى ترغب في أن تكون جميلة وجذابة. وفي تصريحاتها، قالت مروى: “هو أنا علشان عملت دورين خلاص بقيت ممثلة إغراء وأحب العري في الأفلام؟… الهجوم علي أصبح موضة، والناس اللي تهاجمني بسبب ملابسي، لو لبست عباية مقفولة هيهاجمونى أيضا. أنا اعتدت على هذا الهجوم والنقد”. ورغم الجدل الدائر حول أزيائها وأدوارها، فقد أصرّت مروى على حقها في تقديم نفسها كفنانة قادرة على تجسيد كل الأدوار التي تعرض عليها دون خوف من الأحكام المسبقة.

الجسد في مسار مروى الفني: جمال مع الوعي

لا شك أن جسد مروى كان جزءًا لا يتجزأ من شهرتها الفنية، حيث ساعدتها إطلالاتها الجريئة وأزياؤها المثيرة على لفت الأنظار إليها، لكنه لم يكن كل شيء. في مسيرتها، حاولت مروى دومًا أن تُظهر أن الجمال ليس فقط في الجسد، بل في كيفية استخدامه كأداة للتعبير الفني. هي ترى أن الإغراء ليس محصورًا في الملابس أو الجسد العاري، بل في الكلمة والنظرة التي تحمل توجيهًا دقيقًا للمتلقي. وفي حديثها، قالت: “الإغراء ليس بالجسم العاري أو الملابس التي تظهر أكثر ما تخفي، وإنما هو كل ما يوحي بهذا في الأداء، حتى لو ارتديت حجابًا في الدور وأتلفظ بكلمات معينة”. هذه النظرة الجريئة لمفهوم الإغراء تظهر مدى الوعي الذي تتحلى به مروى، فبالمقابل، كان هذا الجمال هو ما تعرضها للانتقادات والهجوم المستمر من بعض الأوساط، لكن مروى اعتادت على ذلك، مؤكدة أنها لا تأخذ هذه الهجمات على محمل الجد.

الفضائح: بين الشائعات والتمثيل المحترم

مروى لم تكن بعيدة عن الجدل والفضائح في مسيرتها الفنية، فكان أحد أبرز الحوادث التي أثارت ضجة هو حادث التحرش الذي تعرضت له في إحدى حفلاتها. ورغم أن الصحافة المحلية أساءت تفسير الحادث بسرعة، أكدت مروى أن التحرش كان نتيجة التدافع الجماهيري في الحفل، مشيرة إلى أن هذا لم يكن بسبب ملابسها كما روج البعض، بل كان مجرد تعبير من الجمهور عن إعجابهم بها. وقالت مروى: “الصحافة لم ترحمني، ونشرت الشائعات بسرعة الصاروخ”. ورغم هذا الهجوم الإعلامي، لم تكن مروى منزعجة بل صرحت أن مثل هذه الحوادث لا تؤثر على مسيرتها الفنية.

ومن بين الأدوار المثيرة للجدل التي خاضتها مروى، كان مشهد الاغتصاب في فيلم “مشروع غير أخلاقي”، الذي وصفته بأنه أصعب مشهد في الفيلم. ورغم الانتقادات التي طالت الفيلم، أكدت مروى أن المشهد كان محترمًا ولم يتضمن أي مشاهد إثارة أو إسفاف. وأضافت: “كان هذا الدور جديدًا عليّ، وتفهمت أن العمل الفني قد يتطلب تقديم مثل هذه المشاهد التي لا يجب أن تسيء إلى الجمهور أو تتجاوز حدود الاحترام”. تلك المواقف أثبتت أن مروى لا تخشى من تقديم أدوار صعبة أو مثيرة للجدل طالما كانت في سياق فني محترم.

السيرة الذاتية: مسيرة مليئة بالتحدي والنجاح

وُلدت مروى في 15 يوليو 1974 في لبنان، وهي واحدة من أبرز الأسماء في عالم الفن اللبناني. بدأت مسيرتها الفنية كمغنية قبل أن تخوض غمار التمثيل، حيث أظهرت موهبة فنية متعددة الأبعاد. عُرفت بسرعة بقدرتها على تقديم أدوار تتراوح بين الكوميديا والدراما، وقدرتها على التعبير عن جوانب مختلفة من الشخصية اللبنانية. ومع مرور الوقت، أصبحت مروى رمزًا للجمال المثير في السينما اللبنانية والعربية، ونجحت في جذب الأنظار إليها في كل ظهور.

ومع كل ما قد يثار حولها من جدل، ظلت مروى محافظة على قدرتها على التفوق في مجالها، فهي فنانة تؤمن أن كل دور يجب أن يكون له مغزى وهدف فني، وأن الفن ليس فقط وسيلة للترفيه بل أداة للتعبير عن الواقع والتحديات المجتمعية. وقد حققت الكثير من النجاحات، ولكنها كذلك كانت دائمًا في مرمى الانتقادات والهجوم، وهو ما لم يمنعها من الاستمرار في تقديم أعمال جديدة وملهمة.

خلاصة

مروى ليست فقط فنانة تُميزها الجمال والإثارة، بل هي أيضًا امرأة واعية ومدركة لطبيعة الجدل الذي يحيط بها. من خلال تصريحاتها وأدائها، تثبت مروى أن الفنان يجب أن يكون قادرًا على تجسيد كل الأدوار والتعامل مع النقد والفضائح بحكمة وذكاء. ومع كل ما تقدمه من إبداع، تظل مروى جزءًا لا يتجزأ من الساحة الفنية العربية، رمزًا للجمال الفني والجرأة المدروسة في كل خطوة من مسيرتها.