
في عام 2012، انفجر الجدل حول فيلم “My Last Valentine In Beirut” الذي أطلق موجة من الغضب في لبنان، لتصل الأمور في النهاية إلى القضاء. الفيلم الذي يعكس أبعادًا عاطفية معقدة، لم يكن مجرد عمل سينمائي يتناول قصة حب، بل أصبح مادة مثيرة للجدل بسبب التصوير المثير للعديد من الشخصيات، خاصة الممرضين والممرضات، ما دفع نقابة الممرضين في لبنان إلى تقديم دعوى قضائية ضد مخرج الفيلم ومنتجه بتهمة الإساءة إلى سمعة العاملين في هذه المهنة. النقابة اعتبرت أن الفيلم قدّم صورة مشوهة عن المهنة، مما دفع بعض صالات السينما في لبنان إلى التوقف عن عرضه حتى إشعار آخر، قبل أي قرار قضائي نهائي.
في خضم هذا الجدل الحاد، اختارت بطلة الفيلم، الممثلة اللبنانية لورين قديح، أن تلتزم الصمت الإعلامي بشأن هذا النزاع القانوني. ومع ذلك، صرحت بتصريح قصير ولكن قوي في نفس الوقت: “أنا اليوم مطلوبة للعدالة وتم استدعائي للتحقيق”. هذه الكلمات التي كانت مليئة بالتهديدات القانونية، جعلت لورين محط أنظار الجميع، حيث كانت تمثل في هذا السياق أكثر من مجرد شخصية سينمائية، بل كانت تعيش لحظات صراع قانوني وحياتي.
الجسد والجرأة
لكن الجدل لم يكن محصورًا فقط في الإطار القانوني، بل امتد أيضًا إلى مسألة الجرأة والتمثيل الجسدي في الفيلم. لورين قديح، التي تمتاز بجمال لافت، لم تكن تخشى استخدام جسدها كأداة فنية في أدوارها، بل على العكس، قدّمته بجرأة ووضوح ليخدم التجربة الفنية التي تقدمها. لم يكن جسدها مجرد أداة للفت الأنظار، بل كان جزءًا أساسيًا من بناء شخصياتها المتعددة والمركبة، حيث استطاعت أن تخلق توازنًا بين الإغراء والعمق النفسي في كل مشهد. لورين تمتلك القدرة على التحول الجسدي والنفسي في كل دور تقوم به، فالجمال الذي تتمتع به يتحول إلى لغة فنية، حيث يتناغم الإغراء مع الفكرة والرسالة التي يريد المخرج إيصالها. إنها تجسد من خلال جسدها قوة التغيير والتأثير، فتؤكد على أن الجمال ليس فقط في الملامح، بل في كيف يمكن للفنانة أن تُمَزج بين المظهر والروح.
سيرة ذاتية مليئة بالإبداع والتميز
لورين قديح هي واحدة من أبرز الوجوه في الساحة الفنية اللبنانية، ولدت في لبنان حيث ترعرعت وسط بيئة مليئة بالفن والثقافة. بدأت مسيرتها المهنية كمقدمة برامج تلفزيونية، حيث أثبتت أنها قادرة على اجتذاب الانتباه بتألقها وحضورها القوي. لكن سرعان ما انتقلت إلى التمثيل، حيث قدّمت أدوارًا متنوعة أظهرت فيها قدرتها على التكيف مع مختلف الشخصيات، من الكوميديا إلى الدراما، بما يعكس تنوعًا فنيًا ملحوظًا.
من بين أبرز أدوارها كان ظهورها في المسلسل اللبناني “شي يوم رح فل” عام 2015، حيث نجحت في تجسيد شخصية مليئة بالتعقيد والعمق. لورين لا تقدم مجرد أدوار عادية، بل تتحدى نفسها في كل مرة، وتبتعد عن الأدوار السطحية لتتفرغ لإبداع الشخصيات التي تحمل رسائل اجتماعية وفكرية. وإن كان بعضها قد عرضها للانتقادات، فإن ذلك لم يمنعها من أن تصبح واحدة من أكثر الفنانات شهرة واحترامًا في لبنان.
لورين قديح، التي تمثل الوجه الجميل والذكي للسينما اللبنانية، أثبتت أنها قادرة على تحديد مصير أدوارها بشكل يتماشى مع قناعاتها الشخصية، مع الحفاظ على وجودها المميز في الساحة الفنية.