سهير رمزي: كمال الشناوي كان يخجل من تقبيلي ونادمة على فيلم المذنبون

Suheir Ramzi

في زمنٍ كان فيه ظهور الوجوه الجديدة يعد بمثابة الحظ الكبير، برزت النجمة المصرية سهير رمزي كأحد أبرز الأسماء التي اجتاحت السينما في ستينيات القرن الماضي. سهير لم تكن مجرد وجه جميل، بل كانت ممثلة تملك موهبة استثنائية وأداءً فنيًا قديمًا يعكس عمق الشخصية وتعدد الأبعاد في كل دور تقدمه.

في تلك الحقبة المميزة، حيث كانت السينما المصرية تنبض بالحياة والابتكار، وجدت سهير نفسها في قلب تلك الثورة الفنية. كان لها شرف المشاركة في أفلام ضخمة، منها الفيلم الذي أتى من بين أشهر أعمال الأدب المصري “ثرثرة فوق النيل”، عن رواية الأديب الكبير نجيب محفوظ. هذا العمل جمعها مع كبار الفنانين مثل أحمد رمزي، ميرفت أمين، عماد حمدي، عادل أدهم، ماجدة الخطيب، صلاح نظمي، والمخرج حسين كمال. مشاركتها في هذا العمل كان بمثابة تحدٍ حقيقي أثبتت من خلاله قدرتها على التميز وسط هذه الأسماء الكبيرة. من جهة أخرى، ما تزال سهير تتذكر المواقف التي شكلت جزءًا من تاريخها الفني، مثل إشادة الصحافي والأديب فتحي غانم بدورها في مسلسل “زينب والعرش”، حيث قال لها: “أنا ما شفتش سهير رمزي، أنا شفت زينب التي كتبتها”، وهذا التصريح كان بمثابة شهادة على قوتها في أداء الأدوار العميقة والمعقدة.

ولكن ما جعل سهير رمزي حقًا محط الأنظار ليس فقط براعتها التمثيلية، بل أيضًا الجدل الذي صاحب بعض أعمالها. ففي تصريحات صريحة، أبدت ندمها على مشاركتها في فيلم “المذنبون”، الذي تضمن مشاهد مثيرة مع عدد من كبار النجوم مثل عادل أدهم وحسين فهمي ويوسف شعبان، حيث قالت إنها كانت تُحَمِّل نفسها مسؤولية اختيار تلك الأدوار التي لم تَكُنْ قدّمتها سابقًا. ورغم النجاح التجاري الذي حققه الفيلم، فإنها كانت تعترف بأنه كان يحمل تحديات صعبة على المستوى الشخصي والمهني.

وعلى الصعيد الشخصي، لم تكن حياة سهير رمزي خالية من اللحظات المثيرة التي شكلت جزءًا من مشوارها الفني، حيث كانت تجمعها علاقة خاصة مع بعض من أبرز النجوم، مثل الفنان الراحل كمال الشناوي. فقد ذكرت في أحد اللقاءات أن الشناوي كان يخجل من تقبيلها في أحد مشاهد الفيلم، وذلك بسبب أنه عمل معها وهي طفلة، مما يعكس جانبًا إنسانيًا نادرًا في عالم الفن.

الجسد والفن

لكن ما لا يمكن تجاهله هو جمال جسد سهير رمزي، الذي كان جزءًا لا يتجزأ من نجاحاتها السينمائية. شكلت ملامحها وجسدها جزءًا من الهوية السينمائية التي أضافت إلى سحر شخصياتها التي تجسدها على الشاشة. لم يكن جسدها مجرد عنصر جمالي، بل كان جزءًا من التعبير الفني الذي يميز كل دور لعبته. كانت أدوارها تتيح لها أحيانًا أن تكون بطلةً رومانسية أو حتى امرأة تعيش في تحديات المجتمع، ويُعتبر الجسد أحد الأدوات الأساسية التي ساعدت على بناء هذه الشخصيات بشكل واقعي ومؤثر.

سيرة ذاتية مليئة بالإنجازات

تجدر الإشارة إلى أن سهير رمزي وُلدت في 3 مارس 1950 في مدينة بورسعيد. بدأت مسيرتها الفنية في أواخر الستينيات، لتدخل عالم الفن وتصبح من أبرز نجمات السينما المصرية وإحدى أيقوناتها. في بداية مشوارها، كانت وجهًا جديدًا في السينما المصرية، ولكن سرعان ما أثبتت نفسها بقوة عبر أدوار متنوعة بين الدراما والكوميديا. امتازت بقدرتها الفائقة على تقديم الأدوار المعقدة والمركبة، وكانت تشارك في أفلام مهمة شكلت جزءًا من تاريخ السينما في مصر.

كان لسهير حضور قوي على الشاشة، فهي لم تكن فقط جميلة بل كانت أيضًا موهوبة بشكل لافت، وكانت قادرة على التأثير في الجمهور بتقديم شخصيات عميقة ومؤثرة. كما أن مسيرتها شهدت العديد من النجاحات، وتعاونت مع كبار المخرجين والفنانين، ما جعلها واحدة من أهم الفنانات في جيلها.

لقد تركت سهير رمزي بصمة واضحة على تاريخ السينما المصرية، ولا شك أن مسيرتها ستظل حية في ذاكرة محبي الفن المصري لسنواتٍ طويلة.