من صوت يهز القلوب بأغانيه الرومانسية إلى قرار مفاجئ بترك عالم الفن والاتجاه نحو الأناشيد الدينية، تحوّل مسار الفنان اللبناني فضل شاكر ليصبح حديث الجميع. بعد سنوات من التألق والنجاح، أعلن شاكر عن اعتزاله الفن في عام 2012، ليكشف عن صراع داخلي عاشه بين الاستمرار في مسيرته الفنية أو الانخراط في مسار ديني يملأه بالسلام الداخلي. لم يكن قراره ناتجًا عن ضغوط خارجية فحسب، بل كان نتيجة لتغيير جذري في حياته بعد تأثره العميق بالمجال الروحي. فما الذي دفع فضل شاكر إلى اتخاذ هذه الخطوة الجريئة؟ وكيف تأثرت حياته الشخصية والمهنية بذلك؟ دعونا نغوص في تفاصيل رحلته المثيرة من الفن إلى الأناشيد الدينية، وما الذي حدث بعد سنوات من غيابه عن الساحة الفنية.
إعلان الاعتزال وتوجهات جديدة
في عام 2012، فاجأ الفنان اللبناني فضل شاكر جمهوره بإعلانه عن اعتزاله الفن بشكل مفاجئ. قرار ترك عالم الغناء، الذي كان يعتبر فيه من أبرز النجوم، جاء ليخلف صدمة بين محبيه ومعجبيه الذين كانوا يعشقون أغنياته الرومانسية. فضل، الذي سطع نجمه في سماء الفن اللبناني، قرر الابتعاد عن الفن ومواصلة مسار ديني جديد، مؤكداً أن الدين الإسلامي هو “دين حب وسلام”. وتحدث شاكر عن صراعه الداخلي الذي دام لفترة طويلة بين الاستمرار في الفن أو الاعتزال التام، حتى اقتنع أخيرًا باتخاذ الخطوة الجريئة.
الإلهام الديني والتأثر الروحي
كان لارتباط فضل شاكر بالجانب الديني تأثير كبير في قراره النهائي. فقد كشف عن تأثير المسجد والبيئة الروحية التي ارتبط بها في حياته، وخاصة بعد تردده على مسجد بلال بن رباح وإنصاته لإمام المسجد. تلك اللحظات الروحية أضاءت له الطريق وأعطته الفرصة للاقتراب من مواضيع دينية وإنسانية، مما ساعد في تغيير رؤيته لحياته الشخصية والمهنية. فضل أيضًا أعلن عن تحضيره للأناشيد الدينية التي تعكس هذا التحول الروحي، حيث بدأ الاستعداد لتقديم مجموعة من الأناشيد التي تحمل رسائل عميقة.
مواقفه السياسية والتهديدات
لم تقتصر تحديات فضل على الجانب الفني فقط، بل واجه أيضًا تهديدات سياسية بسبب مواقفه الثابتة في دعم الثورة السورية. وقد تعرض لتهديدات من جهات لبنانية وسورية، لكنه أكد في أكثر من مناسبة أنه لا يخشى هذه التهديدات، مشيرًا إلى أنه لن يتراجع عن موقفه. فضل اتهم بعض الإعلاميين المأجورين بتشويه الحقائق حول الوضع في سوريا، مشددًا على أنه لا يلتفت إلى الأكاذيب التي تُنشر ضد الثوار.
العودة إلى الفن في 2018
بعد غياب دام لعدة سنوات، عاد فضل شاكر إلى الساحة الفنية في عام 2018 من خلال أغنيته الجديدة “ليه الجرح”. الأغنية حملت طابعًا مميزًا وظهرت بعد فترة طويلة من التأمل والتغيير الروحي، لتكون بمثابة عودة قوية لجمهوره، الذي ترقب كثيرًا هذا الحضور بعد فترة طويلة من الانقطاع.
نبذة عن حياة فضل شاكر
وتجدر الإشارة إلى ان فضل شاكر هو مغني لبناني ولد في 1 أبريل 1969 في مدينة صيدا اللبنانية. بدايةً من سن الـ 15، بدأ فضل حياته الفنية في بلدته، حيث لاحظ موهبته الفنية وشغفه بالموسيقى. وبالرغم من الظروف التي مرت بها عائلته، قرر فضل متابعة حلمه، ويُعتبر من الشخصيات التي أبدعت في مجالات متنوعة، مما جعله موضوعًا للحديث المستمر. ورغم كل التحديات التي واجهها، كان فضل دائمًا يتبع قناعاته ويقف وراء خياراته، ما جعله دائمًا في قلب الجمهور والنقاد.
