كيف تفوقت هيفاء وهبي على روبي ؟

هيفاء وهبي و روبي

في عالم الفن، تتباين مسارات الفنانين رغم انطلاقهم في نفس الفترة، وهو ما حدث بين الفنانتين روبي وهيفاء وهبي اللتين صعدتا إلى الشهرة في بداية الألفية الجديدة من خلال الأغاني المصوَّرة. ورغم أنَّهما بدأتا في نفس المرحلة وكان لهما ظهور قوي، إلا أن هيفاء وهبي تمكنت من التفوق على روبي في عدة جوانب. موقع evolll.com يتناول سبب تفوق هيفاء وهبي على روبي، معتمدًا على تصريحات مجموعة من النقاد، الذين يرون أن تواصل هيفاء الدائم مع جمهورها خلق لها مكانة مميزة، بينما تسبَّب انعزال روبي في تراجع مكانتها.

بداية الصعود والانتقادات

عندما لفتت روبي الأنظار إليها في عام 2004، أثارت ضجة كبيرة بسبب ملابسها وحركاتها الجريئة التي تميزت بالإثارة الشديدة، وهو ما جعلها محط أنظار الجمهور والفضائيات الخاصة بالأغاني. في تلك الفترة، كان ظهورها قد حقق شعبية ضخمة بسبب تقديمها للأغاني المصوَّرة التي كانت تواكب التوجهات السائدة في ذلك الوقت. ولكن، سرعان ما انقلبت الأمور لصالح هيفاء وهبي التي لم تقتصر شهرتها على الأغاني، بل توسعت في مجالات أخرى. ورغم ذلك، فإن الصورة التي ترافق روبي الآن تبدو بعيدة عن تلك التي كانت عليها في بداياتها، فهي ترفض حتى الحديث إلى الصحافة في أغلب الأحيان، كما ابتعدت عن الأضواء إلا عندما تبدأ في عمل فني جديد.

هيفاء وهبي: تواصل مستمر مع الجمهور

في المقابل، كانت هيفاء وهبي تنتهج استراتيجية مختلفة تمامًا. فهي لم تكتفِ بالتألق في مجال الغناء فقط، بل استطاعت أن تحافظ على تواصل دائم مع جمهورها من خلال منصات الإعلام المختلفة، بما في ذلك حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك. وقد ساعدها ذلك على بناء قاعدة جماهيرية ضخمة، جعلت حفلاتها دائمًا مليئة بالجمهور، وخلقت لها مكانة ثابتة في عالم الفن. كما أن قدرتها على التفاعل مع الجمهور كانت تعزز من مكانتها، وهو ما جعلها تحتل مرتبة متقدمة بين الفنانات اللواتي بدأت معهن، في حين أن روبي كانت تبتعد تدريجياً عن هذه الساحة.

روبي: عزلة وانطوائية

من جهة أخرى، روبي لم تبذل جهدًا كبيرًا في الحفاظ على هذا التواصل المستمر مع جمهورها. حيث تسبَّب ابتعادها عن وسائل الإعلام في تراجع مكانتها في بعض الأحيان. بعد انفصالها عن المخرج شريف صبري في عام 2007، أصبحت أكثر انعزالًا، وكان لها عدد محدود من اللقاءات الإعلامية. كما أشار الناقد السينمائي محمد عبد العزيز إلى أن روبي تُعدّ من الشخصيات المنطوية على نفسها التي لا تجيد التواصل مع الإعلام، حيث كان تواجدها في اللقاءات التلفزيونية مقتصرًا على الضرورة فقط، وهو ما أثر بشكل كبير على استمرار نجاحها.

موهبة روبي مقابل التسويق الغنائي

فيما يتعلق بالمواهب الفنية، يرى الناقد الموسيقي محمد خليل أن موهبة روبي الغنائية قد تكون أفضل من هيفاء وهبي، إلا أن الأخيرة نجحت في خلق مكانة قوية لها لدى الجمهور، بفضل تواصلها المستمر مع جمهورها عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. ويضيف خليل أن التسويق الغنائي لا يتوقف فقط على تقديم أعمال جيدة، بل يعتمد أيضًا على طريقة تعامل الفنان مع الإعلام والجمهور. في المقابل، أخفقت روبي في هذا الجانب، رغم دعم المخرج شريف صبري لها في بداية مشوارها، ما أدى إلى تراجع ظهورها الإعلامي وتقلص مشاركاتها في الحوارات والبرامج.

خلاصة

التفوق الذي حققته هيفاء وهبي يعود إلى قدرتها على خلق صورة إعلامية قوية لها، بالإضافة إلى تفاعلها المستمر مع جمهورها. بينما كانت روبي تفضل العزلة والانطوائية، وهو ما أثر على مسيرتها بشكل ملحوظ. فبالرغم من أن روبي قد نجحت في التمثيل وحققت نجاحًا في بعض الأعمال السينمائية، إلا أن تواصل هيفاء المستمر مع جمهورها وعلاقاتها العامة جعلتها تظل في القمة.