
بينما يعتبره الكثيرون رمزًا للسينما المصرية والعربية، لا يزال عادل إمام محطّ نقاشات حادة ووجهات نظر متباينة. في عام 2012، كانت الفنانة المعتزلة نجلاء فتحي واحدة من أبرز الأسماء التي انتقدت أفلامه بشكل قوي، معتبرة أنها ساهمت في نشر الفساد في المجتمع المصري. تطرقت إلى مواقف عديدة أثارت الجدل، بدءًا من أعماله السينمائية وصولًا إلى مواقفه السياسية خلال ثورة 2011. في هذا المقال، نتناول تصريحات نجلاء فتحي التي أثارت الجدل، وتحليل تأثيرها على الجمهور والنقد الفني. موقع evolll.com يستعرض تفاصيل هذه المواجهة الفنية التي تمت في عام 2012، وما تضمنته من آراء قوية حول دور الفن في المجتمع.
هجوم نجلاء فتحي على أفلام عادل إمام
في عام 2012، خرجت الفنانة المعتزلة نجلاء فتحي بتصريحات حادة ضد أفلام الفنان عادل إمام، حيث اعتبرت أن أعماله الفنية ليست مجرد محاولة لإبراز الفساد في المجتمع، بل هي في الواقع تروج له. انتقدت فتحي تصريحات إمام التي أكد فيها أن أفلامه تحمل رسالة ثورية تهدف إلى محاربة الفساد. وقالت في تصريح خاص لـ “MBC.net” إن “هذا كلام أونطة”، مشيرة إلى أن أفلام عادل إمام لا تقدم تحليلاً جادًا للفساد، بل تشجعه وتنشره.
وأوضحت نجلاء أن من يملك القدرة على فهم الفن والدراما سيكون قادرًا على إدراك أن هذه الأفلام تروج لفكرة فساد المجتمع، وتدعو إلى اتباعه بدلاً من مقاومته.
فيلم “السفارة في العمارة” وأزمة التطبيع
أحد الأفلام التي تطرقت إليها نجلاء فتحي في انتقاداتها كان فيلم “السفارة في العمارة”، الذي اعتبرت أنه يعزز فكرة التطبيع مع إسرائيل. وقالت فتحي إن الفيلم يعرض التعامل مع إسرائيل وكأنه أمر طبيعي بل والأفضل للمصريين، وهو ما يراه الكثيرون تهديدًا للقيم الوطنية. هذه التصريحات أثارت جدلاً كبيرًا في الوسط الفني والجماهيري، حيث ربط البعض الفيلم بمواقف سياسية كانت مثار جدل في تلك الفترة، خاصة بعد محاولات بعض الأطراف في مصر لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
موقف عادل إمام خلال الثورة المصرية
لكن انتقادات نجلاء فتحي لم تتوقف عند حدود السينما فقط، فقد أعربت عن استياءها الشديد من موقف عادل إمام أثناء الثورة المصرية عام 2011. في تلك الفترة، كانت نجلاء ترى أن موقف إمام كان “مخزيًا” نظرًا لدعمه الواضح للنظام السابق بقيادة الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقد قالت عن ذلك: “عادل كان نجمًا كبيرًا، ومن المفترض أن يكون له موقف حاسم إما بالانحياز للشعب أو على الأقل بالصمت. لكن عوضًا عن ذلك، فضل مساندة النظام”، مؤكدة أن عادل لم يكن بحاجة للمنافقة.
تضامن نجلاء فتحي مع عادل إمام في قضيته القانونية
رغم الهجوم الذي شنه على أفلامه ومواقفه السياسية، لم تتردد نجلاء فتحي في التضامن مع عادل إمام عندما صدر ضده حكم بالسجن لمدة ثلاثة أشهر في عام 2012 بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي في أفلامه ومسرحياته. فقد أعلنت نجلاء دعمها له، معتبرة أن الحكم كان ظلمًا، وأن الفنان يجب أن يُحترم لكونه جزءًا من الثقافة والفن، بغض النظر عن آرائه أو مواقفه السياسية.
نجلاء فتحي وعادل إمام ومسيرة فنية لا تُنسى
وتجدر الإشارة إلى أن نجلاء فتحي، المولودة في 21 ديسمبر 1950 في القاهرة، كانت واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية في حقبة السبعينات والثمانينات. بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، وأثرت في جيل كامل من جمهور السينما والمسرح بأدائها المميز وقدرتها على تجسيد الشخصيات المتنوعة. ورغم اعتزالها المبكر، تبقى نجلاء فتحي من الأيقونات التي لا يُمكن نسيانها في تاريخ السينما المصرية.
أما عادل إمام، المولود في 17 مايو 1940 في محافظة الدقهلية، فهو واحد من أشهر ممثلي الكوميديا في العالم العربي. قدم مئات الأعمال السينمائية والمسرحية التي لاقت إعجابًا جماهيريًا واسعًا، وأصبح اسمه مرتبطًا بالنقد السياسي والاجتماعي في العديد من أفلامه.
الخلاصة
لقد كانت تصريحات نجلاء فتحي ضد عادل إمام في عام 2012 خطوة جريئة أثارت ردود فعل متباينة بين النقاد والجمهور. بين من اعتبر أن أعمال إمام تُعد حجر الزاوية في السينما المصرية، ومن اعتبر أنها تحمل رسائل سلبية قد تؤثر في القيم المجتمعية. لا شك أن الفن هو مرآة للمجتمع، يحمل رسائل قد تكون معارضة أو مؤيدة للأنظمة السائدة، وتبقى دائمًا الخلافات حول دوره وتأثيره على المجتمع قضية مفتوحة للنقاش.
