
في حوارها قديم لها مع مجلة “الكواكب”، تحدثت زبيدة ثروت عن علاقتها بالفنانة سعاد حسني، في تصريحات تكشف عن علاقة خاصة كانت بين اثنتين من أرقى نجمات السينما المصرية في ستينات وسبعينات القرن الماضي.
زبيدة: سعاد مكنتش جميلة!
أشارت زبيدة إلى أن سعاد لم تكن تُعتبر جميلة وأن شكلها كان عاديا وغير ملفت في الحقيقة، وأن الكاميرا كانت تبرز جمالها بطريقة خاصة، حيث صرحت قائلة “سعاد مكنتش جميلة كان شكلها عادي، بس الكاميرا كانت بتحبها!”. مؤكدة أن سعاد كانت فقط تعرف كيف تتألق أمام الكاميرا لتبدو جميلة من خلال وضع ماكياج مناسب وارتداء رموش وباروكة، حيث قالت “لما تحط ماكياج ورموش وتلبس باروكة، كانت بتبقى جميلة الجميلات”.
الغيرة والمنافسة
كما لمحت زبيدة إلى ما يفهم منه اتهمها لسعاد بالغير منها، غير أنها عبرت عن ذلك بأسلوب ألطف حيث قالت “كان بينا غيرة فنية مشروعة، لدرجة إنها لو شافتني لابسة فستان أحمر وهي لابسة بني، كانت تغير فستانها علشان تبان أحلى”. وهنا أقرت زبيدة بوجود منافسة وغيرة متبادلة بينهما خاصة في موضوع الرشاقة ارضاء وتلبية لمتطلبات المخرجين الذي كانوا في تلك الفترة يعطون أهمية كبيرة لمظهر الفنانات البدني، وكانوا يفضلون أن تكون الفنانة نحيفة، حيث قالت “وإحنا الاتنين كنا بنتنافس على الرشاقة، لأن المخرجين وقتها كانوا يزعلوا لو الفنانة وزنها زاد، فكنا زي العصافير!”.
رأي زبيدة ثروت في الميزان
زبيدة ثروت شككت في جمال سعاد حسني مقارنة بالنجمات الأخريات في عصرها بناء على معايير الجمال التقليدي. فقد قالت بوضوح أن “سعاد مكنتش جميلة”، مما يعكس وجهة نظرها حول الملامح الشكلية التي قد لا تكون متوافقة مع المعايير الجمالية السائدة في ذلك الوقت. وما يفهم من تصريحاتها أيضا أن جمال سعاد حسني الذي كان يتجسد بوضوح أمام الكاميرا هو جمال مصطنع ناتج عن مجهود كانت تعتمد فيه على المكياج والرموش والباروكة.
جمال سعاد في عيون الجمهور
غير أن جمال سعاد حسني كان يستمد تميزه وتفرده من كونه غير تقليدي غير شائع في ذلك الوقت، ومن عناصر الخلطة السحرية لهذا الجمال أنها كانت تعرف كيف تتجمل وكيف تظهر بأبهى صورة على الشاشة، هذا الجمال كان ينبض بالحيوية كونه ناتج عن تفاعل مستمر بين سعاد والجمهور يجعله يقتنع بجمالها رغم انفه. لم تكن ملامحها متوافقة مع المعايير المثالية التي اعتُبرت جمالية في عصرها، لكن كان لديها سحر خاص جذب قلوب المشاهدين. لم تكن تتبع الأنماط المعتادة، مما جعلها أكثر قربًا من الجمهور. كانت طبيعتها وبساطتها، جنبًا إلى جنب مع قدرتها على التأثير في الناس، السبب الأساسي لجاذبيتها. هذا الجمال غير التقليدي جعلها تتفرد بين النجمات في تلك الحقبة، وتظل في ذاكرة الجمهور حتى بعد مرور سنوات طويلة.
دور الجسد والإغراء في التأثير على الجمهور
ولا يمكن تجاهل دور الجسد والإغراء في تشكيل جمال سعاد حسني في نظر جمهورها. تخليها عن الخصوصية في كثير من أدوارها، وإبراز جسدها الذي شكل جزءًا من إغراءها الطبيعي مما جعلها تبرز على الشاشة بطريقة مميزة. إغراء كان ينبع من تناغم كامل بين ملامح وجهها، جسدها، وحركاتها. في الكثير من أفلامها، كانت تستخدم جمالها الجسدي بطريقة فنية لتقوية تأثير شخصياتها، مما جعل جمهورها يتفاعل معها بشكل أعمق. وكانت تسيطر على التفاعل العاطفي مع جمهورها بطريقة أثرت بشكل كبير على انطباعهم بجمالها، مما يجعلها ليست مجرد “وجه وجسد جميلين” بل أيقونة سينمائية تُمثل مزيجًا من الجمال العاطفي والـ جمال الجسدي الذي لا يمكن فصلهما.
سيرة سعاد حسني وإغراء لا ينسى
وتجدر الإشارة إلى أن سعاد حسني وُلدت في 26 يناير 1943 في الجيزة، مصر، لأب سوري وأم مصرية. بدأت مسيرتها الفنية في عام 1959، حيث أظهرت موهبتها الاستثنائية التي جمعت بين التمثيل والغناء. قدمت العديد من الأعمال الخالدة مثل “خلي بالك من زوزو” و”الزوجة 13″. اختتمت سعاد حسني مسيرتها الفنية في عام 1991 بعد سنوات طويلة من العطاء الفني، وتوفيت في 21 يونيو 2001، وتظل قصتها واحدة من أشهر قصص النجوم في العالم العربي، وهي واحدة من الأسماء التي لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية.
سيرة زبيدة ثروت الرقيقة الرومانسية
أما زبيدة ثروت فقد وُلدت في 14 يونيو 1940 في محافظة الإسكندرية بمصر. بدأت مسيرتها الفنية في عام 1956 عندما اكتشفها المخرج هنري بركات في دور صغير بفيلم “الشيطان”. ومن ثم أصبحت واحدة من أبرز نجمات السينما في الستينات والسبعينات. امتازت بأدائها الرقيق وأدوارها الرومانسية، وحققت شهرة واسعة من خلال أفلام مثل “حب من نظرة” و”أين عقلي”. اختتمت زبيدة مسيرتها الفنية في عام 1987، وتوفيت في 13 ديسمبر 2016. ورغم قلة أفلامها، فإن مكانتها في السينما المصرية تبقى راسخة.